لا تشعل لهم أناملك العشرة شموعاً كي تضيء ظلمة أعماقهم
إذا شعرت بأنهم لا يستحقون نورك
لا تصرخ في وجه المستحيل وتملي عليه قائمة أحلامك
مادمت على يقين أن المستحيل أصم
لا تكرر الوقوف في طريقهم كي تصنع صدفة
مفتعلة لرؤيتهم مادمت تدرك تماماً
أن الصدف الجميلة لا تتكرر
وأنها حين تتكرر لا تصبح جميلة
لا تضع أصابعك في أذن قلبك كي تحجب عنه صوت العقل
مادمت تعلم أن صوت العقل هو العقل
لا تبتسم في وجوههم رغماً عنك
مادمت تدرك أن غابات البكاء
في أعماقك من غرس أيديهم
لا تبك بصوت مرتفع كي يصلهم صوت بكائك
مادمت على يقين أن آذانهم كالطين والعجين
لايخترقها صوت البكاء أبداً
لا تستهلك المزيد من عمرك والمزيد من نور عينيك
في السهرات من أجل الكتابة إليهم
مادمت على يقين أنهم عاجزون
عن قراءة نبضك وإحساسك
لا تخسر صوتك بالنداء عليهم .. خلفهم .. بصوت مرتفع
كي يلتفتوا إليك .. مادمت تدرك
أن الذي أعطاك ظهره قد استغنى عن وجهك
تماما
لا تحمل فوق رأسك " قربة مقطوعة " وأنت في طريقك إليهم
مادمت تعلم
أن الطريق إليهم بلا انتهاء .. وأنه قد ينتهي الماء
ولا ينتهي الطريق
لا تحرق ذكرياتك معهم
ولا تم** تفاصيلهم الجميلة في ذاكرتك بعد الرحيل
مادمت تعلم
أن الأيام قد لا تمنحك أجمل منها
لا تشوه صورتك في نظرهم ..
ولا تحطم معانيك الجميلة في أعماقهم
ما دمت تدرك
أن الحياة أصغر من أن تجمعك بهم يوماً
لا تتظاهر بالفرح في قمة حزنك
ولا تضحك بصوت مرتفع في قمة حاجتك
إلى البكاء
مادمت تعلم أن التظاهر بالفرح يؤلم أكثر من الحزن ذاته
لا تمد يدك إليهم لانتشالهم من بحر الضياع
مادمت تدرك أن الهدف الأول
لغرقهم هو إغراك
وبعد أن أرعبنا المساء
منقوووووووووول